مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS

مراحل النجاح الاستراتيجي - Stages of Strategic Success

مراحل النجاح الإستراتيجي- Stages of ٍٍStrategic Success

رمز التحقق من المجتمع

لم يظهر مفهوم النجاح الاستراتيجي بصورة اعتباطيه أو كترف فكري, بل ولد من أرض الواقع, في ظل بيئة سريعة التغيير مع ندرة الموارد والتطورات التكنولوجية والأزمات العالمية التي عصفت بالمنظمات, وهذه دعت إلى تبني مفهوم أوسع من "الكفاءة والفاعلية أو النجاح التنظيمي" إلى مفهوم يتبنى أبعاد بعيدة المدى للنجاح والحذر لأي طارئ قد يهوي بالمنظمة إلى الفشل الاستراتيجي, والى تبني مقاييس تستند عليها ضد التهديدات الخارجية وتكون لها عوناً في تسلق سلم النجاح الاستراتيجي كي يضمن لها من خطورة الانزلاق إلى الهاوية .


يُعد مفهوم النجاح الإستراتيجي الوريث الشرعي لأفضل  ما أبدعته إدارة الأعمال في تقييم أداء المنظمة , ويشترك النجاح الإستراتيجي مع باقي مصطلحات علم الإدارة الإستراتيجية كونه جاء كنتيجة منطقية لتراكم المعرفة الإستراتيجية والحاجة العملية الميدانية التي انبثقت من إدراك المنظمات للتحديات المعاصرة, خصوصاً مع نهاية القرن الماضي وبداية بزوغ الألفية الثالثة, والذي اصطحب معه تنامي حجم ونشاطات مهام المؤسسات واتساع دائرة معاملاتها إلى ما رواء الحدود, الأمر الذي أدى إلى سعي المنظمات إلى تطوير مقاييس جديدة للنجاح فيها إذ أن المقاييس القديمة لم تعد تلبي متطلبات المنظمات في مواجهة الكم المتزايد من التهديدات التي تتعرض لها, وفي تأصيل مفهوم النجاح الإستراتيجي يتضح أن هذا المفهوم مرَ بخطوات, بدءاً من مفهوم كفاءة المنظمة, مروراً بمفهوم الفاعلية ووصلاً إلى نجاح المنظمة الذي حاول أن يزاوج بين مفهومي الكفاءة والفاعلية مع بالمدخل التعددي لمداخل الفاعلية .


مراحل النجاح الاستراتيجي
مراحل النجاح الاستراتيجي



ومما سبق يتضح أن مفهوم النجاح الاستراتيجي مر بعدة مراحل , وهذه المراحل خضعت لتطور الفكر الإداري , وحسب رأي العديد من الكتاب والباحثين تبين أن مفهوم النجاح الاستراتيجي يتضمن ثلاث مراحل , وهي على النحو الاتي :


المرحلة الأولى – مرحلة الكفاءة والفاعلية :


جاءت هذه المرحلة لتركز على مفهوم الكفاءة , واعتمدت عليه المنظمات بوصفها معياراً للرشد في استعمال الموارد البشرية والمادية, والمعلوماتية المتاحة؛ لتتأكد من قدرتها على تحقيق أهدافها في النمو والتطور , ونتيجة للتغييرات البيئية التي أدت إلى إخفاق المنظمات في أداء أنشطتها وعملياتها في إطار الموارد المتاحة ؛ ظهر مفهوم الفاعلية بوصفه مؤشراً لقياس مدى قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها بما يتلاءم مع البيئة الخارجية التي تعمل فيها.

وللتمييز بين الكفاءة والفاعلية يجدر بنا توضيحها على النحو الآتي :

  • الكفاءة :

تعرَف الكفاءة بأنها : الاستخدام الأمثل (الاقتصادي) للموارد لإنتاج مخرجات معينه , وتقاس بمقدار المدخلات المطلوبة لإنتاج مخرجات معينة, وتشير الكفاءة إلى المدى الذي تكون فيه كلفة المنتج أقل ما يمكن أي الطريقة التي يتم بموجبها استخدام الموارد أحسن استخدام.


أن مفهوم كفاءة المنظمة معيار الرشد في استخدام الموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات المتاحة, حيث إن المنظمة الهادفة للنمو والتطور لابد أن تؤمن إمكانية استمرار التدفق البشري والمادي والمالي والمعلوماتي لكي تعمل بشكل فاعل ومستمر, خاصة أن واقع البيئة المعاصرة يتسم بمحدودية الموارد المتاحة , مما يجعل المنظمة تعاني باستمرار من شحة أو صعوبة الحصول على الموارد المذكورة بالكميات والنوعيات اللازمة لأداء أنشطتها .


فإن أهم مكونين للكفاءة هما :

‌أ. إنتاجية العامل : حيث تشير المخرجات المنتجة من قبل عامل واحد, فكلما كان الوقت المستغرق لصناعة المنتج أو الخدمة من قبل عامل واحد اقل كلما كانت إنتاجية أكبر ومن ثم أكفأ , فإنتاجية العامل تساعد على تخفيض الكلفة ومن ثم امتلاك الميزة التنافسية .

‌ب. إنتاجية رأس المال : وتشير إلى المبيعات لكل دولار مستثمر في العمل, فكلما كانت المبيعات اكبر لكل دولار مستثمر, كلما كانت إنتاجية رأس المال أكبر, أي ان الاستثمارات تحقق عائدات اكبر.


  • الفاعلية :

تُعرف الفاعلية بأنها قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها المتعلقة برعاية مختلف الأطراف المتعاملين معها والمرتبط بقائها بالدعم الذي يقدمونه . ويعتبر مفهوم (فاعليّة المنظمة) من المؤشرّات الهامة لقياس مدى تحقيق المنظمة أو المؤسّسة لأهدافها , فقد عرّف(بارنرد) الفاعليّة: أنّها الدرجة التي تستطيع فيها المنظمة الوصول لأهدافها وتحقيقها. ويتمثل مقياس الفاعليّة بمقدار ما تستطيع المنظمة تحقيقه وإنجازه من الأهداف، دون الحديث عن الكلفة أو الإشارة لها>

حيث إنّ الفاعليّة تمثل العلاقة بين المخرجات الحقيقيّة، والمخرجات المتوقعة، أي العلاقة بين الخدمات أو السلع التي تنتجها المنظمة ، مقارنةً مع المستويات التي تمّ التخطيط لها سابقاً، فالفاعليّة تعتبر مقياساً لنوعيّة الخدمة المنجزة، وليست مقياساً لكميّة الخدمات ضمن تكلفةٍ معيّنة. وهنا يمكن تعريف الفاعليّة بأنها القدرة على تتبّع الغايات، فلا يكفي تحقيق الأهداف فقط، بل لا بدّمن تحقيقها بشكلٍ يحقق أقصى إشباع للغايات.

إن مفهوم الفاعلية متعدد الأبعاد ويشمل عدة معايير أهمها :


  • تحقيق الأهداف : تقاس فاعلية المدير او المنظمة بمدى تحقيق الأهداف المنشودة.
  • تأمين الموارد "المدخلات" : تقاس فاعلية المدير او المنظمة بالقدرة على تأمين الموارد الضرورية للمنظمة .
  • العمليات الداخلية : تكون المنظمة فعالة ان تدفقت المعلومات بيسر وسهوله, وساد الإنتماء والرضا والالتزام الوظيفي بين العاملين, مع ادنى قدر من النزاع الضار والصراع السياسي .
  • رضا الاطراف والجماعات التي تتأثر مصالحها بالمنظمة ولهم مصلحة في بقاء المنظمة واستمرارها.


المرحلة الثانية : النجاح التنظيمي :


يعتبر نجاح المنظمة مؤشراً مهماً لأداء العاملين وقدرتهم الإبداعية في إحداث التوافق بين الموارد الداخلية في المنظمة وبيئتها الخارجية, وذلك لتحديد زبائن المنظمة وإشباع رغباتهم وتلبية احتياجاتهم, ويقوم مفهوم نجاح المنظمة على فكرتين أساسيتين هي :

1- يميل إلى الدمج بين أكثر من مدخل لقياس الفاعلية , وهي الأهداف والنظم ...الخ , لاعتقاد الباحثين والمفكرين أن ذلك سيؤدي إلى إعطاء صورة كلية عن المنظمة .

2- الجمع بين مؤشرات النجاح في ضوء مدى تحقيق المنظمة لأهدافها (الفاعلية) أي غير المباشرة , مضافأ إليها مؤشرات النجاح في استخدامها الأمثل للموارد المتاحة لها (الكفاءة) أي المباشرة.

في هذه المرحلة جمعت المنظمات بين الكفاءة والفاعلية وتشخيص مدى نجاحها في ظل التغيرات الحاصلة في البيئة التي تعمل فيها, ويعد النجاح التنظيمي بمثابة خطوة صحيحة نحو النجاح الاستراتيجي, وأيضا هو قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها واستمرارها في الحفاظ على ميزة تنافسية في الرؤية والتخطيط والعمليات والتطوير المستمر, إن النجاح التنظيمي يعتمد على بيئة الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى النمو والربحية والتنمية .


المرحلة الثالثة : النجاح الإستراتيجي :


إن تنامي أحجام ونشاطات منظمات الأعمال وامتداد دائرة تعاملها خارج الحدود الإقليمية والوطنية لبلدانها, مع بقاء الأسواق على ما هي عليه, وكذلك الموارد أو شحتها, جعل المنافسة في الأسواق الوطنية والعالمية أشد قسوة وأكثر عنفا؛ الأمر الذي أدى إلى خروج العديد من المنظمات يومياً من دائرة المنافسة، الأمر الذي أدى إلى عدم قدرة مؤشرات قياس نجاح المنظمة أن تعكس صور كلية وحقيقية للإدارة العليا وأصحاب المصلحة والمهتمين عن نشاط المنظمة ومدى اقترابها من الغاية المرسومة لها, أو قدرتها في تحقيق رسالتها، لذلك تطلب البحث الجاد عن مؤشرات تتلاءم والظروف الموضوعية (البيئة الخارجية)، والعوامل الذاتية (البيئة الداخلية) التي تمر بها المنظمة .

ويعد النجاح الإستراتيجي الهدف الأكثر أهمية لأي منظمة مهما كان حجمها وطبيعتها وعائدها, وإن النظرة الحديثة للإدارة تشمل التركيز على النجاح الاستراتيجي, والذي يمثل أحد أهم أسباب بقاء المنظمات واستمرارها.

حيث تتصف البيئة المعاصرة بظهور المنظمات الساعية لأن تكون ذات أداء متميز لمواجهة التوقعات المستقبلية, ولأجل هذا اهتمت الكثير من الأبحاث والدراسات بدراسة النجاح الإستراتيجي , منطلقة من مفهومة وأهميته , في محاولة لرسم صورة الأداء في شتى المجالات والتخصصات المختلفة من أجل بلوغ الأهداف المتوقعة .

أهمية وأهداف النجاح الإستراتيجي:


كما يعكس النجاح الإستراتيجي صورة شاملة وحقيقية للإدارة العليا وأصحاب المصالح والزبائن عن نشاط المنظمة ومدى اقترابها من الغايات المرسومة لها وقدرتها في تحقيق أهدفها ورسالتها, فضلاً على أنه يدل على قدرة المنظمة على عمل أشياء على نحو أفضل مما يتمكن منافسيها على اداءها, وذلك لامتلاكها قدرات متميزة وجوهرية تمكنها من تطوير الميزات التنافسية بصورة مستمرة والحصول على مركز تنافسي متميز في السوق.

فالنجاح الإستراتيجي يُعد دليلاً على قدرة المنظمة على التنبؤ بالمشكلات الداخلية والخارجية التي ستواجهها وإيجاد الحلول المناسبة لها على النحو الذي يبقيها منظمة قوية في ميدان التنافس مع نظيراتها .

وإن الإستراتيجية سهل صياغتها ولكن صعب تطبيقها, فالاستراتيجية الجيدة هي التي يمكن تنفيذها بنجاح وفي بعض الأحيان قد يكون التنفيذ الناجح لإستراتيجية فيها بعض العيوب يكون أفضل من تبني إستراتيجية منسجمة لا يمكن تنفيذها.

والمنظمات الناجحة يتميز عامليها بتفهم عالي لأعمالهم والتزامهم بتحقيق النتائج الموكلة إليهم وبانتظامهم في العمل على شكل فرق عمل وبإنخفاض مستوى الصراعات السلبية وتحملهم المسؤولية وقدرتهم على حل المشكلات .

ويمثل النجاح الإستراتيجي مجموعة من العمليات الإدارية المحددة التي تهدف إلى تحقيق فعالية ونجاح المنظمات من خلال تعظيم الاستفادة من مواردها الملموسة وغير الملموسة مما يقودها نحو تحقيق التميز على المدى الطويل، نظرا لما يقدمه النجاح الإستراتيجي من أدوات جديدة لقياس نجاح المنظمات على المدى الطويل, وهذه الادوات تشكل معايير تلائم ظروف البيئتين الداخلية والخارجية التي تعمل فيها المنظمات .

كما يعد النجاح الإستراتيجي دليلاً على تميز المنظمة بالعديد من المزايا والتي منها: قدرتها على التنبؤ بالمشكلات الداخلية والخارجية التي ستواجهها وإيجاد الحلول المناسبة لها وسعيها المستمر نحو تحسين الجودة, بالإضافة إلى نجاحها في القضاء على كافة الصراعات التنظيمية.

ويُعد النجاح الإستراتيجي للمنظمات مؤشراً مهماً لأداء العاملين وقدرتهم الإبداعية في إحداث التوافق بين الموارد الداخلية في المنظمة وبيئتها الخارجية, وذلك لتحديد زبائن المنظمة وإشباع رغباتهم وتلبية احتياجاتهم.

وبالتالي يمكن القول أن النجاح الإستراتيجي للمنظمات مهم نظراً للأسباب الآتية :


- إن النجاح الإستراتيجي بالنسبة للمنظمات بمثابة مؤشر على قدرة المنظمات على استخدام مدخلاتها من موارد بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية بطريقة سليمة, تؤدي إلى انتاج مخرجات سلعية وخدمية تلبي حاجات ورغبات الزبائن.

- يُعد النجاح الإستراتيجي للمنظمات وسيلة لمواجهة المنافسة الكبيرة في بيئة الأعمال, ويدل مستوى نجاح المنظمات على قدرتها الفعلية في التكيف مع الواقع العملي الجديد الذي فرض أنماطاً جديدة في سوق العمل وانعكس على أداء المنظمات وعملياتها الإنتاجية .

- يعتبر النجاح الإستراتيجي في بعض الأحيان مؤشرا على مدى التزام المنظمات بمبادئ أنظمة إدارة الجودة, وهذا يعني أن التزام المنظمات بهذه المبادئ قد يؤدي إلى انتقال المنظمة من منظمة محلية إلى منظمة إقليمية أو عالمية, وبالتالي دخولها الأسواق العالمية وتوسيع بيئتها التسويقية.

وللنجاح الإستراتيجي أهمية بالغة حيث يحقق للمنظمة الفوائد الآتية :


- يحقق للمنظمة مزايا تدوم طويلا ، حيث تمثل هذه المزايا مفتاح الحصول على النجاح بالمنافسة في الأعمال على المدى البعيد .

- النجاح الإستراتيجي يعزز للمنظمة موقعها السوقي .

- يعطي للمنظمة دفعا لتحقيق المزيد من النجاحات .

- النجاح الإستراتيجي معيار مهم لتحديد مدى نجاح المنظمة في قراراتها وخططها الإستراتيجية وأعمالها .

- النجاح الإستراتيجي يمكن المنظمة من إجراء التحليل البيئي الداخلي والخارجي للكشف على العناصر المؤثرة على المنظمة وإختيار الإستراتيجية التي تناسب المنظمة وتمكنها من تحقيق ميزة تنافسية تجاه منافسيها.

وأيضا يمكن أن نرى أهمية النجاح الإستراتيجي للمنظمة من خلال الآتي :


- إيجاد مناخ مناسب من الثقة والتعامل الاخلاقي الذي يقلل من شكاوي الموظفين ضد المنظمة ,

- رفع مستوى أداء الموظفين واستثمار قدراتهم وامكاناتهم بما يساعد على التقدم والتطور.

- تقييم برامج وسياسات وخطط إدارة الموارد البشرية كون نتائج العملية يمكن أن تستخدم مؤشرات للحكم على دقة هذه السياسات والبرامج والخطط .

- مساعدة المنظمة في وضع معدلات أداء معيارية دقيقة .

ويمكن القول أن النجاح الإستراتيجي يحقق مجموعة من المزايا ولفترات طويلة, ويعزز موقع المنظمة في السوق ويمنحها دعماً لتحقيق العديد من الحاجات , حيث تمثل هذه المزايا المفتاح بالنسبة للمنظمة لحصولها على النجاح بالمنافسة في أعمالها على المدى البعيد , كما يُعد النجاح الإستراتيجي معيار من المعايير المهمة حيث يعمل على تحديد مدى نجاح المنظمة في خططها وأعمالها وقراراتها الإستراتيجية.

عن الكاتب

Dr: Mohammed.taher

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

جميع الحقوق محفوظة

مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح