الإنسان له دورٌ بارز وهام في بناء شخصيته وصقلها وجعلها بالشكل الذي يريده وتظهر في تفاعله وتعامله مع الناس واحتكاكه بهم فما هي العوامل المؤثرة في بناء الشخصية؟
بناء الشخصية عملية مستمرة، تعتمد على الجوانب العقلية والجسدية والعاطفية، فكل جانب منها يؤثر على نمو الشخصية بشكل مستقل، ويتكاملون جميعًا لتنمية إما شخصية قوية قادرة على النجاح والتغلب على المشاكل، وإما شخصية ضعيفة أمام أي عقبة تواجهها، ومن أهم العوامل المؤثرة في بناء الشخصية:
اتباع عادات صحية جيدة:
سواء الاستيقاظ مبكرا أو ممارسة قدر من الرياضة اليومية أو تناول الأغذية الصحية أو غيرها من أنماط صحية تؤثر مباشرة على الحالة ليست فقط الجسدية ولكن العقلية والعاطفية أيضا، فكلما حاولت الالتزام باتباع عادة صحية لتكون ضمن روتين حياتك اليومي فإنها ستغير بالتدريج في شخصيتك للأفضل. ويساويها في الأهمية الابتعاد قدر الإمكان عن العادات السيئة سواء التدخين أو السهر أو كثرة تناول الطعام السكري وغيرها.
الالتزام بقيم ومبادئ تحترمها وتطورها:
إذا كنت مقتنعا للغاية بمبدأ وتعرف يقينا أنك على حق فالتزم به تماما ولا تحيد عنه، وهذا لا يتعارض مع ضرورة المرونة في تقبل الأفكار المختلفة، ولكن إذا التزمت بمبدأ حقيقي لا يقبل الشك فإنه سيساعدك على التطور بالتدريج.
تحسين عيوبك باستمرار:
كلنا لدينا عيوب سواء ندركها بأنفسنا أو بتقييم الآخرين لنا، لذا إذا كان الانطباع العام عنك أنك عصبي أو انطوائي أو بخيل أو غيرها فحاول السعي لتحسين تلك العيوب من خلال دورات متخصصة. ولكن هذا لا يعني التقليل من شأن نفسك على الإطلاق، فهذا التحسين لابد أن ينطلق من سعيك لكي تكون أفضل وليس من منطلق أنك شخص سيء، فاحترام الذات والنظر إلى إيجابياتك وتطويرها أيضا من أهم طرق بناء شخصية قوية.
هناك عدة عوامل مؤثرة بالفعل في بناء شخصية أي إنسان؛ أولهما ما يصيبه بسبب قرارته واختياراته الشخصية، وثانيهما هو ما يتأثر به بسبب الظروف المحيطة أو ما يتعرض له.
لكن بنسبة كبيرة تحكمك في وقتك، وكيفيه استغلاله ما بين تنمية عقلك ومعارفك وإثراء ثقافتك هو ما يشكل نسبة كبيرة في شخصيتك وأسلوبك وطريقة تعاملك مع كل شيء أو شخص في حياتك.
أنت مَن تقرر ماذا تقرأ أو تشاهد اليوم في التلفزيون أو من خلال الإنترنت..
أنت أيضًا مَن يقرر مَن سيتحدث معه أو يأخذ رأيه في قرارات حياته أو اختياراته..
أنت أيضًا مَن يختار الدراسة التي يفضل أن يلتحق بها ومن ثمً المسار الذي يريد أن يكمل حياته به..
أنت مَن يشكل الطريقة التي يستقبل بها الأمور، ويتلقى بها الأخبار، ويحلل بها الظواهر، ويقيم السبل ويحدد الأهداف؛ بحسب قراءاتك ومدى اطلاعك على كل ما هو جديد حولك..القرار دومًا في يديك وعليك استغلاله بأفضل شكل مناسب لك ومؤثر كفاية في بناء شخصيتك للأفضل.
شخصية الفرد هي أسلوبه الفريد في التفكير والتصرف والشعور الذي يميزه عن غيره من الأفراد، حيث تشمل الشخصية المزاج، والمواقف، والآراء الفطرية والمكتسبة. وتظهر بوضوح من خلال تعامل الفرد في علاقاته مع الآخرين، وتتأثر شخصية الفرد بعدة عوامل:
- الوراثة: تلعب الجينات دورًا مهمًا في عملية تكوين الشخصية وذلك لما يرثه الشخص من صفات وطباع والديه فتصبح جزءًا من شخصيته.
- الأُسرة: تؤثر الأُسرة بشكل كبير في تكوين شخصية الطفل، وفي مرحلة الطفولة يُعتبر تكوين الشخصية عاملًا مهمًا لأنها تمتد لسنوات ما يجعل من الصعب تعديلها أو تغييرها فيما بعد، فتتأثر أفكار الطفل ومعتقداته وقيمه بالوالدين، حيث تؤثر الأُم عادة على البنت بينما يؤثر الأب على الولد لأن كلًا منهما يُعتبر مثلًا أعلى لأولاده، فيقوم الولد والبنت بتقليد مشاعر وتصرفات الأب والأُم.
- الثقافة: في مرحلة المراهقة يعتبر النشاط الثقافي والمعرفي من أهم شروط تشكيل الشخصية ويتطور تدريجيًا عن طريق التفكير، ومن المهم في هذه المرحلة قراءة الكتب والمطالعة إلى جانب التحصيل الدراسي ما يوسع نطاق معرفة المراهق ويقوي شخصيته.
- المستوى الاجتماعي: تختلف الصفات والخبرات التي يتعلمها الفرد و تندرج في شخصيته حسب مستواه الاجتماعي، فتحدد الطبقة الاجتماعية احتياجات الفرد وسلوكه ما يجعلها جزءًا أساسيًا من شخصيته.
مدونة ممتازة
ردحذف