مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS

التفكير الابتكاري والاستراتيجي

 التفكير الابتكاري والاستراتيجي

إن التفكير الابتكاري والاستراتيجي شكلٌ راقٍ منَ النشاطِ الإنسانيِّ، وقدْ أصبحَ منذُ الخمسيناتِ منَ القرنِ الماضِي مشكلةً هامةً منْ مشكلاتِ البحثِ العلمِي فِي العديدِ منَ الدولِ و خصوصاً النامية منها حيث، نَمتِ الضرورةُ إلَى الطاقةِ المفكرةِ الخلاّقةِ لتجاوز تقنياتُ الآلةِ و الزّمان وَالمكان فِي السرعةِ عَلَى الإنجازِ, فضلاً عنِ الإتقانِ وَالجودةِ، كَمَا تجاوزتْ معوقاتِ التواصلِ وَالارتباطِ وَنقل المفاهيمِ والمؤثراتِ فِي المؤسساتِ البشريةِ وَالفكريةِ. وَهَذَا مَا يدعُو إلَى اكتشافِ العناصرِ الخلاّقةِ المبدعةِ فِي كلِّ تجمعٍ وجماعةٍ، فإنَّ كلَّ جماعةٍ لا تعدمُ أنْ توجدَ بيْنَ عناصرِهَا العديد منّ الطاقاتِ المبدعةِ .


كما أن تللك الظروف والمتغيرات التي رافقت التنوع والتقييد في عوامل البيئتين الداخلية والخارجية لمنظمات العصر الحالي, استلزمت وجود قادة ومفكرين أذكياء من ذوي القدرات الفكرية والمهارات الغير تقليدية التي تعتمد على أسس المعرفة والتنمية والخبرة ومبادئها, وتكوين التصورات والرؤى ذات العلاقة بالمستقبل وسبل مواجهة الحاضر والتي غدت تتصف بالديناميكية الشديدة, مما زاد من أهمية تحليلها ومتابعتها باستمرار السيطرة عليها أو التأثير فيها, وذلك لضمان النجاح والتفوق والبقاء.


حيث يمثل التفكير الابتكاري والاستراتيجي أحد المتطلبات الأساسية في الإدارة المعاصرة ، إذ لم يعد كافياً لأداء الأعمال في المنظمات على اختلاف انواعها بالطرق الروتينية التقليدية لأن الاستمرار بها قد يؤدي إلى فشل المنظمات، و من أجل ضمان  بقاء المنظمة واستمرارها ، يجب أن لا تقف عند حد الكفاءة ، بمعنى أن تقوم بعمل الأشياء بطريقة صحيحة ، وإنما يجب أن يكون طموحها أبعد من ذلك بحيث يكون التفكير الابتكاري والاستراتيجي هي السمات المميزة لأدائها. لا سيما بعد ان شهد العقد الأخير من القرن العشرين تطوراً وزيادة بالغة في مستلزمات الذكاء وإمكاناته.

 

وبعد أن عاشت المنظمات تحديات مستمرة وتهديدات فرضت عليها العمل بآليات جديدة, وتبني المداخل الاستراتيجية لاستباق الأزمات, والتهيؤ لمواجهتها قبل وقوعها, فتحول نشاط تلك المنظمات إلى نشاط استباقياً وليس علاجياً، وكان التفكير الاستراتيجي من بين تلك المداخل.


ويسهم التفكير الابتكاري بقدر كبير في تنمية الأفكار الجديدة وتحليلها والاختيار من بينها، وإتمام عمليات التحليل البيئي الخارجي والداخلي .


وإضافة إلى ذلك فالابتكار أو الإبداع يساعد في بناء رسالة واضحة مفهومة عن دور منظمات الأعمال في المجتمع.

 

كما و يشير التفكير الاستراتيجي إلى توافر القدرات والمهارات الضرورية لقيام الفرد بالتصرفات الاستراتيجية وممارسة مهام الإدارة الاستراتيجية بحيث يمد صاحبه بالقدرة على فحص عناصر البيئة المختلفة  والقيام بإجراء التنبؤات المستقبلية الدقيقة  مع إمكانات صياغة الاستراتيجية واتخاذ القرارات المتكيفة مع ظروف التطبيق والقدرة على كسب معظم المواقف التنافسية بالإضافة إلى إدراك الأبعاد الحرجة والمحورية في حياة المنظمة والاستفادة من مواردها النادرة.

 

ويرتبط الـذكاء الاستراتيجي بنوع من القدرات العقلية يحتاجها المدير أو المفكر الاستراتيجي التي تتيح له التفكير الشمولي في مستقبل المنظمة في مواجهة ندرة المعلومات ومحدوديتها, مما يستوجب فهماً واسعاً لمتطلبات البيئة المحيطة, والبحث عن أفضل السبل والامكانات التي توفر استحضارات مناسبة تهدف لتحقيق المكانة المرموقة والموقع المتميز للمنظمة من خلال التغلب على المنظمات المنافسة. ولا يكفي لشاغل الموقع الاداري أن يكون ذكياً, فلا بد من توافر القدرات المتفردة لديه في مجال استخدام القدرات العقلية وفق منظوم استراتيجي يحقق له وللمنظمة التي يعمل بها فرصاً مستقبلية يصعب على الأخرين الوصول إليها بنفس المستوى.


إن المجتمعات البشرية خاصة النامية منها في حاجة إلى استثمار طاقات أبنائها استثماراً حسناً. والطاقات البشرية من أهم هذه الطاقات. والقدرة على التفكير الابتكاري والاستراتيجي هما تلك القدرة، التي تكمن وراء كل تقدم واستثمار.

 

كما وأن الإبداع أصبح الآن بمثابة الأمل الأكبر للعنصر البشري لحل الكثير من المشكلات التي تواجهه، لذا فإن مستقبل الأمم لا يعتمد على مجرد القوى العاملة بها، وإنما يعتمد على توفير نوع ممتاز من العاملين، أي على أفراد مبدعين.

 



عن الكاتب

Dr: Mohammed.taher

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

المتواجدون الان

جميع الحقوق محفوظة

مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح