مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS

واقــع المرأة ومُعاناتها في* *المجتمع اليمني


 


*مقـدمة :_* 


لقد مكثت المرأة في مختلف العصور تجر خيبة الأمل ، وتحمل اليأس والنِقم ، إذا وجدت نفسها بمعزلٍ عن حياة السعادة والعبادة ، عن حياة التعبير والريادة ، التي تجعلها تصبر وتتجمل وتتحمل أي مُصيبات ومُعيبات ومُشكلات في حتمية الحياة ، ولكي تقف على ثابت الأمر وواقعه ، لا بد أن يكون لها قُدسية الاحترام لكل منالها ، وما أمكن أن يأتِ حيالها ستشرع له بالصد إذا ما كانت بخيالها وبرحالها وليست في صومعة المقايضة الغابرة لروحها ، واليوم ربما أمكن القول أن نسأل  ما هو الواقع الذي تعيشه المرأة في هذا المصير المُحير؟ ما هي الثقة التي تُعطى لها ؟ ما مدى تحقيق الذات بينها وبين جنسها الآخر في توقير مجتمعها وتسيد اقتصادها وإتاحة الفرصة لها في إقامة أحلامها الرافعة كبنت خويلدٍ رضي الله عنها ؟ وها هي اللحظة التي جعلتنا نسأل هل إنصاف الإسلام لها أتـّم وأكمـل كـل شيء ؟ ، أمَ أن التـاريخ والظواهـر النفسيـة طغت على العقول وجعلت المرأة أداة وسلعة يُستهان بها ! ، ويُستعان بها لقيمـةٍ علائقية جسدية _ لا ضيم أن المرأة تعد العصب الأهم في الحياة والعمود الفقري لتقدم أي دولة إذا ما تم النظر في كفائتها وانضباطها وعملها المُتقن والحصين ، ولكن أزمة الوعي وتفشيها في عقول أرباب الأُسر واِكتمال الأزمة في المخاض الذي تعيشه الدولة والفوضى السياسية والصراعات والحروب هو ما زاد الطين بلـة ، وبهذا فإننا لن نستشهد في مقالنا هذا ، بأي مُعاناة تربصت بحياة المرأة في مختلف العصور والأزمنة والعواصم والأمكنة ، ولـن نوقع الشك والحيّرة في القلوب الصابئة إلى التحريض على المرأة وتدنيس تاريخها والتعرض للعوامل الجسيمة والعقيمة في تحكيم ظُلم المرأة في التاريخ ، والذي رَغم النور الذي جاء به المصطفى محمد بن عبدالله بالرسالة المخلصة إلى إخراج البشر من تخبطات الظلمات والعادات والتكهنات إلى معالم الأنوار والحُرمات الإنسانية ، وتحقيق مبدأ الأنسنة والإنسانية ، وهدم بناء الظلال وتجديد السلوكيات والأصول الأخلاقية الحميدة ، إلا أن البشرية ما زالت تُهمش المرأة وتُقبعها مُتذيلة لهرم حيثيات الحياة والتعاملات الطبيعية ، وكوننا نُحق الحق ونُقر بأن الحياة تحتاج لِكلا الجنسين في حمل الشقاء النفسي والمادي ، ولا نستطيع أن نحمل عتبة اللوم ، بمحكومية أن المرأة هي من تحتاج للرجل وأنه لا يمكن أن تبقى بدونه ، فهذا لا شك أنه خرافة ، ولو تمحصنا وأقررنا لوجدنا الانعكاسية في ذلك ، فبكل ما يحتويه قاموس الرجل لن تجد في فهرسه ، شيء يدلك إلى حاجته لأنثى تستمع له وتنصت لقلبه وتسكن إليـه وتُزيح همومه بكلامها الرقيق الوثيق الشفيق والذي يصب الرحيق بلسمـًا لكل عِلله وعِلاّته ومُعضلاتِه وويلاته ، ولا تقف عند ذلك فقط فهي قادرة على شغل أعماله ومسك أقلامه وتلحين أنغامه وتحديد أعلامه وعيل أهرامه وتحقيق كل أحلامه ، وفي الضفة الأخرى لن نجد اكثر ما تبحث عنه المرأة في حياتها هو الأمـان ، الأمان من دولتها ومجتمعها وأسرتها وزوجها وأمان المرأة للمرأة نفسها، وأمان كل جهةٍ يختلف عن الأُخرى ، فأمانها الذي تطلبه من دولتها هو لضمان القانون الذي يُنصفها في حياتها ويجعلها تتعلم لا تتألم ، وأمان المجتمع هو الاستقرار والابتعاد عن غوغاء الأذية والتنكيل واحترامها دون الخوض في خصوصيتها وشؤونها والابتعاد عن تأييد الشُبهات الضالة لحياتها،  وأمان الأسرة للمرأة والفتاة هو مُنحها الثقة لتسيير أمورها وضبط مزاجها النفسي وروحها الطامحة للابداع، بل ودعمها في مسالكها ، وأمان الزوج هو  مصداقيته تجاهها وأمانته عليها عند الغياب قبل الحضور ، وأمان المرأة لقرينتها هو الصفاء والنقاء في المعاملة والمبادلة ، فلا تكيد لها ولا تحط من جلالتها بين الأنام والقِيام والرِيام والحِيام والخِيام والصِيام والعِيام والهِيام ، وإن أمكن القول أن نقول أن المــرأة هي عـَـدّوة المــرأة  في نكالها وغِيرتها وعدم حُسن الظن بها، وتدبيرها للايقاع بمثيلتها ، فتنافر الأهداف للمرأة سيجعلها على الأرداف والأحداث تُجدف وتُحدث بأنها ضعيفة وغير خارقة ، فالمرأة تجد الرجل أضعف مِما تتصور ولا تُخطط إلا للاحتراز من أي أُنثى أُخرى تسرق كل أحلامها وتكتب بكل أقلامها وتستنير بالنبراس وترسم على الكُراس كيفُما تشاء ، وهكذا آلت كل الظروف لتقف عائقــًا يحول بين المرأة وأهدافها ، وبهذا فإننا لـن نتعرض لأي أرقام اِحصائية أو قصص عابرة وغابرة ، ولن يكون مقالنا بالصورة والأسلوب الكلاسيكي الشائع ، بل سنصف الحال بقيمة المرأة وحالها في الآن نفسه بأسلوبٍ أدبيٍ بسيط.


 *صراعٍ محتدم بين الواقع والطموح*  


يُقال أن أي كائن حي، إذا ما أراد أن يكون قوياً، في مجتمعه وبيئته ومحيطه، لا بد عليه أن يتحرك،أن يستشعر، أن يتوغل ويمكر، ويكون له في الدهاء مالم يكن لغيره، وهذا كله يتوجب عليه أن يفكر اكثر واكثر، حتى تكون له بصمة وتأثير، في من حوله وحتى تبرز صورته بأجمل ما يتمنى وهذا يحدث في العالمين أجمـع، إلا في صـرح بلادي ومجتمعي في إب الكريمة الجليلة الحاضنة للسلام ومبدأ الوطنية والوئام ، هناك جنس بشري أنثوي مُضطهدٌ في حقه لا نشره كثيرًا ولا نُخل، فمن يعاني هو المرأة و بالرغم من أنها تعد وتيرة المجتمع والحبل الذي يشد أزر الجميع،إلا أنها تعيش واقعا مليئـًا بالصعوبات والتي قد تشكل عليها ضغوط  تقتل مُبتغاها وشأوها، وقد توصف الظروف التي تُعانيها بالقاتلة للأحلام،  إلا أنها إزاء ما تُعانيه من اضطهاد أي كان نوعه،  فهي بعد كل شيء تعد عصب الحياة فقد تجدها تُعلم في مدرسة قديرة وتساهم في وزارة فقيرة وتبني ضريح ذلك الإنسان المتخاذل ؛ لتقضي على ضعفه وتنهي جبروته الطاغي في نظرته المُتشائمة نحوها ، والذي لطالما كان شؤما في همسه حول أُذنيها المرهفتين ، وقد تجدها مُمرّضةً في ذلك المشفى العقيم، ومُصلحة في ذلك المجتمع الشارد نحو فشله وعلّته، وتتعدد المسميات والوظائف، وتنهل الصعوبات في كل المهام،  التي قد تمارسها إلا أنها مثابرة ومبادرة في كل شيء عائد على المجتمع والدولة بالنفع والخير،  وهي تُكنُ المعروف في قلبها المتأمل بأن يرى حياة جميلة وباهية قائمة على التعاون والاتحاد في بيئة توحدها الثقافات والآراء نحو النجاح، وبهذا تعمد أن تترك بصمة واقعية تبرز أهمية ما تقوم به من أجل مساعد المجتمع  في بذل أنفع صنائع المعروف ولكن مهما كانت هذه الظروف والأحداث التي تعيقها سواء كانت نفسية أو خارجية، إلا أن حالها يقول ، لا ظروف تقطع ولا أحوال تمنع سنكون أصلح وأنفع ، وبعد كل نفيسٍ عاتي وقضاءٍ ناسِ لحقها في المجتمع إلا أنها المرأة الشجاعة الصبورة أكانت طفلة أو كهلة وردة أو ريحانة، شيخا أو عجوز تجدها لها عزم وطموح اكبر واكبر من ذلك الظرف الممتهان والظلم، نعم لها قوة وعزيمة لو أثنتها على راحة الجبال لشرع لها بالتحية، فمع هذا الواقع المرير لم تيأس ولم تعرف روحها اليأس وعزائمها على الدلال غفيرة وكثيرة ومهما  شعرت أن جُل ما تفعلهُ لا يسعدها، ولا يجعلها تستحقُ هذه الحياة، أو حتى تبقى عليها، وفيها ومعها ومع هذا لم تبحث عن الملذات، والطموحات التي لم يتعرف عليها المجتمع بعد والتي قد تكون خطأً في نظره وفكره فما ألاحظ، أنها  تأتيني كل يوم، أقابلها وأتكلم معها فتكلمني دون أن تُنصت لي وتريح أعصابي ويستكن بها قلبي ويستريح على مُضيها فؤادي،لم أعرف أو أعلم أن شبابي ولى وأحلامي نمت وانتكست  وسارت ولكن بعكاز، وعلى عرجة واضحة لعين الشمس، حتى ظهرت عليِّ ملامح الكهولة،وقرب الفناء، ورِواج السناء على شَعري بانت وبينت ملامحي للجميع، وما أزال أرى طموحها اكبر من غايتي وطموحي وحتى  من يراني أتنفس، يشعر أني أقتل أنفاسي،وأبكي عليها،سائلاً قلبي أن يبتلي واقعي وليس أحلامي بهذه الأنفاس الصعبة،والتي تُخرج من داخلي أحاسيس، لو كان الكون على ضياء،وتبسُم لأظلم وتجهم منها، لا أبالغ ولكن من يعيش ما تعانيه المرأة ،يعلم أنني لا أبالغ وفي  كل يوم، ولكن لا أحد يعلم،ولن يعلم أي أحد، ما بداخلها من عزيمة وها هي ،تشترط عليِّ أن أُظهر ملامح الشدة والمعاناة لأي أحد،بل ألح عليِّ أن أظهر الود والطيب،حتى أكون عظيماً،وأسطورياً،بعض الشيء، ولكنها تأبى أن تكون ضعيفة أمام نفسها ورهينة أمام مجتمعها وحبيسة أمام صمودها وعزمها، ووسيلة تمتهان وتجرح بدون ذنب،  بل قررت أن تبني غاياتها وأهدافها بكل شفافية ووضوح أمام المجتمع، وأن تكون مثابرة وصابرة وعلى تحقيق أهدافها مغامرة، فهي ترى أنها قادرة وليست قاصرة أن تبدي من التألق والنجومية مثل ذلك الطيف الواسع رونقه وجماله في صده ونهيه وغمده وورده وتابوته ورفضه للتعس والخباء والتصنع والوباء والفرية والرياء والنكاية والولاء الأزلي لطموحها الذي لا ينكس ولا ينغص ولا يعطب ولا ينظب ولا يكل أو يمل من أي صعبٍ وكرب _ وإب الكريمة تأتِ عليها من السلوى والندوى مايقر به علمها وتسعد به روحها وينبض به قلبها وينشأ به كمالها الرامي إلى المجد والوجد والعهد والمهد والصون والعون والذَود والجُود والوفاء وشمعة التفاؤل والفداء ، هكذا هي المرأة في إب ، فلم تميزها الديمقراطية أبـدًا، ولـم تُحَّكم عقلها الشورى، ولـم توليها العدالة أي دستور في المجتمع، فكأنها نكبـاء بين الودق والغـدق تحاول أن تسير بطلتها كالرش والطش حين نزوله بيـن نيرج ونورج، لكنها ترى نفسها مثل الجفـول في نوفـلٍ لجِّي تُجدف دون أن تُحرَّف صَّنعتها وحِرفتها، ودون أن ترمي تباشير الصمت في قضية الشك لدى سائر مجتمعها بيـد أنها تجد كيانها أمام جبروت الشخصيات العنيدة والحمقاء ، وتنصدم بها آنيـًا رَغم كل ماضيها التي عُبر عنه بأنه ظلمها وحرمها المساواة البشرية ، من عقولٍ هجرت نفسها، وقتلتها النظرات المُتبعثرة في الأفكار المُتحجرة _ ومن جهـة أرى كومة الآراء تتجه نحوها مُنقَّبةً عن المثالب ومُفتشةً عن الرزايا وباحثة عن البلايا التي تَنقد كل مساعِيها وتكسر كل معالِيها وتهيمن على دُنياها وسلواها تاركة كل فضل وسجية يمكن أن تُضيفها المرأة إلى الواقع الذي نستطيع القول عنهُ أنه مجهول الهوية بدونها منزوع البهاء والجمال مفقود العطية والمثال مسروق الحُجة والبرهان ، ظال الفاعلية والابتكار ، ونرجح القول بأن غايات الرجال سراب مُحال بدونها وخراب وزوال ، ولا يمضى السبيل الأمثل لمستقبله أحـدٌ مِن المعمورة دون الحاجة إليها،

فمن سيمنعنا للمُضي قُدُمـًـا دونها ، ومن سيجمعنا في غايتنا معـًـا دونها ، ومـن سيحجب سِياط السلاطين قطعـًا دونها، وعمرًا عنها وحبـًا غيرها، فمتى وجدناها عنيدة وشديدة ومتى وجدناها مُتقاعسةً ويائسة ولكن وجدناها مُمتلئة الأفكار وغزيزة المعنى ، وجدناها تحمل في يدها وردةً ضامرة تحمل أفكارًا جمّة تيّأس من عرضها على مجتمـعٍ ينقد الفكرة ويُوحدُ العَبرة والعبارة ، والويل والنَيل في تمليكها القهر لوردتها،  وجدناها أمام مجتمعٍ لا ينكسر لرغبة قد تنهض بواقعِه المجهول وتستر عِدائهُ المسلول والمُمتشق في وجهها، وجدناها في مجتمعٍ يُعمر الأسوار ويُقصر الأطوار ويُكثر الأشرار ويتنبأ بالأخطار ويؤكد بالأخبار حتى يُحاك ثوب المغبات ويُرمم سبيل الدروب في حياتها_ وفي كل مُحافظة يمنية خاصة المدن الشمالية التي انطلقتْ فيـه المرأة للتعليم بعد أن كانت الأبواب مُوصدة في طريقها، والستار لم يُسدل لها إلا بعد ويلات عبثت بالأسرة والمجتمع والدولة والتي افتقرت لعقليتها ورشدها، لا سيما وقد طفقت عازمةً تجّر الخيبة التي ظلّت مُصاحبة لمُجتمعنا المُتشائم من تحركها وتطرقها لمعضلاتٍ كانت تقطع الهواء على كل فرد احتضنته المدينة العمياء والقرية العرياء والدولة العوجاء في حضرة نشاطها وهي تتنفس الصُّعداء تحاول أنَّ تكون للمجتمع لا عليه أنَّ تنفعه لا تضره أنَّ تُـثبتهُ لا تجره، أنَّ ترمم مساوِئه وتُعقم مكالئه وتوقضه من سُباتِه القاتل والعليل ، لكن الأسرة المُتعملقة في طريقها والمجتمع العائق في سبيلها والدولة المتقاعسة عن دعمها في موقفها وحاجتها في كل شُعبةٍ ومُنعطف، ولن ننسى كل المُشكلات التي كانت تحصل في المنازل القاطنة في الشرق والغرب والشمال والجنوب ؛ نتيجة عدم تعلمها وحصرها بمعرفة الحروف الهجائية المتناثرة في وُريقات دفترها ، والتي كررتها مرة بعد مرة ، دون عِلمها بسر هذه الحروف والعلم التي تحمله ، لِذا لن تراها عاكفة بسلاحها ونائمةً بفسطاطها تبحث في الوزارات عن تأمين حقوقها المُنعدمة ؛ لكنها بوجهها البرّاق وحديثها الذي يجلب الاشتياق لكل ما هو خلاّق بسلوكها وحلولها _ وربما نسِينا دورها في كل مؤسسةٍ ومدرسة وجامعة ونافعة، فهي في طفولتها أمَّلت أنَّ تلتحق بمدرسةٍ تُحقق بعض طموحها وجامعة تكمل بعض حلمها ، ووزارةٍ أو مشفى أو عِيادة أو شركة تُتـم بها وظيفةً تنفع نفسها وأسرتها ، وتساعد في بناء المجتمع والدولة بتعلمها ونشاطها وتفكيرها ، وتساعد في اِرتقاء شعبها ورُقِيّ حَضارتها التي لا تبنيها سوى المرأة النبيلة ،  وبذلك لـن تكون عائقـًا  لأحد بل ستكون عاملا بارزًا وجزءًا كبيرًا تُساعد في نجاح أسرتها وسعادتهم وحمل المُشكلات والمعضلات عن أسرتها الناكسة في خيال أزمة الثِقة والمفتقرة للانسجام وحياة السلام وزوبعات الفكر وظلال المنطق القويم، ومع هذا ستُعلم الأُسرة برُمتها على يديها إن كانت متعلمة، وحينها لن تضيع الأجيال ولا العِيال، فماذا يضر رب الأسرة أن يجعل ابنته تتعلم، وماذا يضر البعل أن يجعل زَوجهُ تكمل المحطة التي بدأتها وتتعلم لتلامس الوظيفة بروحها وتنهض معه في حمل همومه وغيومه ، وأين هذا في بلادي ونِجادي ؟ وما أراها إلى في كل ذلك إلا حبيسةً في منزلها ومنسيةً في مجتمعها ومجهولـةً في دولتها وضائعة في شعبها الذي أضاعها وأفقدها حريتها وهويتها في التعبير وأضعف قوتها في التغيير وجمالها في التصيير وأسلوبها في التصوير وتفكيرها في التدوير وابتكارها في التعمير، وابتعادها عن التحيير والتزوير، فهي لا شك نزيهـةً جليلة أقل بكثير من الرجل في تقبلها للفساد والرشوة والكساد والتخريب والتكريب والتهويل والتزوير،  وها قد تعلمت من ماضيها وأرادت أن تكون محبوبة الزمان والمكان، فجدير بها أن تضع العقد في عُنقها والخاتم في يدها ، وهي مُفتخرة بأن لها وزن وثِقل في كيانها وكينونتها فلا يُنقص من قدرها عريس أو طريس أو تُحقر من قيمتها ناصبة أو عاصبة، فلها أن تكون مُدركة أن التاريخ مليء بالعِـراك والمُعتركات وأن المحطات الوعرة والمُمتلئة بالتكنهات لن تكون مطبـًا تتعثر فيه بـأي شُعبة أو مُنعطف سارت فيه أو قطنت في أحيائه، ومـا يُملِيها الصبر ويقبل سَماع صوتها هو أنها لا تخلط ولا تمزج الماء باللبن كمضدودها الآخر في الوقت العصيب، بل أنها إنْ لبـس عليها الأمر واقترفت الذنب أقرّت واستغفرت، وإن قصدت اغترفت سُحب الكرم والإخلاص معها، وإنْ ارتكبت الخارج عن المنصوص صححت ونصحت بالخطأ ، ومهما ابتعدنا أو ابتدعنا أي صورة جميلة عنها فلن نُوفيها حقها مُطلقـًا ، وفي مُحافظة إب وفي هذه الفترة تحديدًا التي ظلّت المأسـاة تتبع الجميع في كل مكان تدوس عليه الأقدام ذاهبةً وآيبة، عاكفةً أو ساكنة، عابرةً أو راحلة، نـزلـت بكُل أمـلٍ تُريد أن يكون ليَمنها ويُمنها تقدُمــًا فكريـا وحضاريـا، وتصورًا إنسانيــًا مكتمل التقرير عمَّـا تقوم به من أيـة أعمال في مُختلف القطاعات الصناعية والخدمية، التربوية والصحية، الزراعية والإنسانية، الاستشارية والتعاملية، وكل هذا لا يُوفيها ذرَّة  العـزم التي حملتها على كاهِلها وإن كانـت تُربي أجيالاً غيـَّر أجيـال الأمـس الغابر، أجيالاً مُتوحشة واكثـر انطوائية وبكاء ومتغير الحاجات والمطالب في كل حيـنٍ وأمدٍ وزمن.



 *الكــاتب* 

✍🏻 */تـامــر التـويــج*

عن الكاتب

تـامـر التـويـج

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

جميع الحقوق محفوظة

مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح