تعتبر خطة البحث هي تكوين متميز وممزوج من مجموعة من مختلف الخطوط الأساسية والبنود العريضة التي يتبعها ويهتم بها الباحث وذلك عند تطبيق محتوى دراسته، فهي تعتبر بأنها كالبوصلة التي يتم الاعتماد عليها من قبل الباحث وذلك لتحديد ماهية الطريق وكذلك خط السير الذي سوف يسير عليه الباحث خلال إعداد محتوى دراساته بصورة عامة، وقد يقع العديد وجملة من الباحثين في مجموعة من الأخطاء وذلك عند وضع وإعداد خطة البحث. ولهذه الأهمية يتناول المقال الحالي تعريف بماهية خطة البحث، وكذلك طريقة كتابة وتدوين خطة البحث، والتعرف على كافة التصورات الخاطئة والمرتبطة بخطة البحث والتعبير من خلالها عن أكثر الأخطاء تكراراً ووقوعاً فيها عند إعداد وكتابة وتدوين محتوى الخطة البحثية.
يمكن أن تُعرف خطة البحث بأنه تكوين متين مترابط ومتسلسل ناجم عن امتزاج وترابط بين مجموعة متنوعة من العناصر التي يقوم بوضعها الباحث وذلك قبل استهلال البحث سعياً للاسترشاد بها وذلك خلال مرحلة إعداد محتوى الأبحاث، فهي تعتبر بأنها التصور والاطلاع المستقبلي الذي يتم بيانه وعرضه وكذلك تقديمه لتوضيح ماهية وكيفية تطبيق محتوى البحث وكذلك أساليب حصد وجمع المعلومات وغيرها من مختلف الإجراءات والعمليات.
المنهجية الصحيحة لكتابة وإعداد خطة البحث بشكل صحيح وسليم ومتزن
توجد مجموعة من مختلف النصائح وكذلك الإرشادات التي يتوجب على الباحث أن يقوم بمراعاتها عند المباشرة بإعداد وكتابة محتوى خطة البحث ومنها ما يأتي:
- تحديد ماهية وطبيعة النقاط المتعلقة بالخطة والتي تعتبر بأنها الأساسية.
- كتابة محتوى لمقدمة خطة البحث بطريقة جذابة ومتميزة وأن تعرض تصور عن البحث بصورة مصغرة ومحددة.
- توضيح وتحديد ماهية مشكلة البحث.
- عرض وبيان التساؤلات الخاصة بخطة البحث.
- تحديد وبيان المقصد وكذلك الهدف الرئيسي من إعداد خطة البحث.
- تحديد وبيان أهمية إعداد خطة البحث وكذلك الأمر بالنسبة للبحث بشكل عام.
- تحديد وتوضيح لطبيعة المنهج العلمي والذي تم الاعتماد عليه والمستخدم في إعداد خطة البحث والبحث بشكل عام.
التصورات ووجهات النظر الخاطئة والمتعلقة بإعداد محتوى خطة البحث
ينظر العديد من مختلف الباحثون إلى محتوى الخطة بأن يتم اعتبارها طلب صوري وشكلي يلزم كأي إجراء روتيني لبداية عملية الدراسة وإعداد البحث، ولا يتم النظر إليها على أنها أحد أهم وأبرز جوانب إعداد محتوى البحث العلمي، كما أنه يعتقد بعض الباحثين أنه بالإمكان القيام بإجراء أي تعديل أو تحديث على طبيعة الخطة في خلال وغضون أي وقت ممكن في حين أنه يرى ويظن بعض الباحثين أنها لا تحتاج إلى الحصول على كمية وقدر كبير من محتوى ومحصلة المعلومات لذا يمكن أن يتم إعدادها بشكل سريع وذلك بهدف الانتهاء من إعداد البحث في أقرب فرصة ممكنة.
ماهية أكثر الأخطاء تكراراً في إعداد وكتابة وتدوين الخطة البحثية
تتعدد وتكثر الأخطاء التي من السهل أن يقع فيها العديد من الباحثين خلال وعند إعداد وكتابة محتوى خطة البحث وكما أنها تتضمن تلك الأخطاء ما يلي:
- التسرع والعجلة في كتابة وتدوين خطة البحث: يتوجب على الباحث أن يقوم باختيار خطة البحث بتمهل وبتروي بدون أي صورة من صور الاستعجال وذلك لإعطاء الباحث الفرصة اللازمة والضرورية للتحقق من مدى إمكانية ودراسة الفكرة المرغوبة والمطروحة.
- عدم المقدرة على التفريق والتمييز بين مفهوم هدف ومفهوم أهمية خطة البحث: تعتبر من أهم الأمور التي يجب على الباحث أن يسعى لتحقيق التمييز بين مختلف وماهية أهداف البحث وبين النتائج التي يمكن أن يتم تحقيقها في نهاية وختام إعداد محتوى البحث، وبين ماهية الأهمية للبحث وما يترتب على ذلك الأمر من خلال نتائجه من مجموعة من الفوائد العلمية والفوائد البحثية المتنوعة.
- عدم القيام بعرض محتوى وقيمة الدراسات السابقة بصورة وآلية صحيحة: يتوجب على الباحث أن يقدم على بيان وعرض ماهية إيجابيات وكذلك سلبيات الدراسات السابقة لإضافة وعرض مجموعة من التغيرات التي يحدثها محتوى البحث الحالي بصورة متميزة.
- عدم وضع تهيؤ وتصور لطبيعة تقسيم وتجزئة الأبواب والفصول المتعلقة بالبحث: يجب على الباحث أن يقوم بوضع تصور يضم كافة الأفكار الرئيسية وكذلك الأفكار الفرعية التي تمت مناقشتها في إعداد خطة البحث الخاصة بالرسالة.
- كتابة مقدمة بعيدة عن موضوع البحث: يجب كتابة مقدمة تلاءم موضوع البحث وتعكس لمحة عامة عن الدراسة.
- سوء وضعف في اختيار الصياغة الخاصة بالعنوان: يجب أن يتم اختيار عنوان واضح وصريح، بحيث يكون قصير وملائم لطبيعة محتوى موضوع خطة البحث.
- عدم صياغة وكتابة مفهوم مشكلة خطة البحث بأسلوب ومنهجية صحيحة: يجب أن يتم صياغة عنوان المشكلة بطريقة واضحة وصريحة وكذلك أن يتم الابتعاد عن المبالغة في ذلك الأمر لتجنب الوقوع في العديد من مختلف الأخطاء الإملائية.
يعتبر أمر عدم إلمام الباحث العلمي بماهية وأهمية إعداد خطة البحث من أهم الدوافع والأسباب التي تدفعه للوقوع في العديد من مختلف الأخطاء أثناء إجراء محتوى البحث العلمي. كما أنه ذكرنا فيما سبق تعريف ومفهوم خطة البحث والتي أوضحنا أنها عبارة عن سلسلة من العناصر التي يمكن أن يسترشد بها الباحث خلال إعداد وإنجاز الأبحاث وكذلك الرسائل وأن يتم ذلك الأمر باعتبارها المرشد الذي يتم الاعتماد عليه خلال إعداد محتوى البحث وتدوين مختلف الدراسات الأكاديمية. في حين أننا ذكرنا أيضاً طريقة كتابة محتوى خطة البحث التي تتمثل في كيفية تحديد مجموعة من النقاط الخاصة بالخطة الأساسية، وأن يتم تحديد وبيان وتوضيح مشكلة البحث، والتركيز على الهدف من إعداد الرسالة، كما أنها تناولت الدراسات السابقة وقد تم تلخيصها وحصر كافة المصادر والمراجع التي تمت الاستعانة بها، كما أنه تضمن المقال العديد من الأمور التي تساعد الباحث على إعداد وكتابة محتوى خطة البحث بأفضل آلية وصورة ممكنة.
الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS