مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS

القيادة النرجسية - الغطرسة والهيمنة والعدائية

 القيادة النرجسية  - الغطرسة والهيمنة والعدائية

هي أحد أساليب القيادة التي لا يهتم فيها القائد سوى بنفسه. فتتمركز الأولوية عند هذه الشخصيات حول أنفسها - ويكون ذلك بالضرورة على حساب شعوبهم/ أفراد جماعتهم. ويسلك القائد النرجسي هذا خصائص نرجسية متمثلة في:

الغطرسة والهيمنة والعدائية. ويعد من أساليب القيادة الشائعة. وقد تتراوح النرجسية في أي مكان بين كونها أمرًا صحيًا أو مدمرًا. 

ويرى النقاد أن "القيادة النرجسية (وبخاصة المدمرة) تكون مدفوعة بصفات من الغطرسة المتعنتة، والانشغال بالذات، والحاجة الشخصية الأنانية للحصول على النفوذ والإعجاب."

القيادة النرجسية


ففي دراسة نشرت في "مجلة النشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Personality and Social Psychology Bulletin)، أشارت إلى أنه عندما يكون هناك مجموعة من الأشخاص دون قائد يحكمها، يمكنك في كثير من الأحيان الاعتماد على إحدى الشخصيات النرجسية لتولي المسؤولية.

إذ أن الغطرسة والهيمنة والعداء هي الخاصية الأبرز في المدير النرجسي كما أنها أسلوب قيادة شائع بدرجة كافية اكتسب اسمه مع تنامي وجود هذا النوع من المدراء في مناصب إدارية عليا بالمؤسسات، وغالبًا ما توصف النرجسية بأنها غير صحية ومدمرة. وقد وُصِف بأنه "مدفوع بغرور لا ينضب ، وامتصاص ذاتي ، وحاجة شخصية أنانية قوة وإعجاب ".

وقد توصل الباحثون إلى حقيقة أن الأشخاص الذين على درجة عالية من النرجسية يميلون إلى السيطرة على المجموعات التي بدون قيادةوقد يرجع أحد أسباب ذلك إلى أن "النرجسية التي يتمتع بها شخص آخر ذات جاذبية كبيرة بالنسبة لأولئك الذين تخلوا عن جزء خاص منهم ، فيبدو الأمر كما لو أننا نحسدهم على استمرارهم في التمتع بهناء البال - وهي حالة شهوانية مسالمة قد تخلينا عنها أنفسنا.

كما هناك أربعة أنواع أساسية من القائد مع ظهور بوادر الشخصية النرجسية فيه وهي أكثر شيوعًا وإمكانية ظهورها:

  • استبدادي مع اتخاذ القرارات بناءً على المهام.
  • ديمقراطي مع اتخاذ القرارات بناءً على المهام.
  • استبدادي مع اتخاذ قرارات تستند إلى العاطفة.
  • ديمقراطي مع اتخاذ قرارات تستند إلى العاطفة.

ففي مقالات متعددة تم طرح انواع من الانماط القيادية الادارية التي حددها الفكر الاداري ضمن مرحلة تطوره دون ان نميز نمط على اخر،إذ ان كل نمط يتناسق ويتفاعل مع قائده.

ومن ضمن الانماط القيادية الادارية يظهر النمط القيادي النرجسي، الذي طغى على سلوك بعض المدراء في ادارة منظمات الاعمال.

والنرجسية Narcissistic :

هي (إهتمام إستثنائي بالذات أو الإعجاب بها خاصة المظهرالجسدي للذات) أو هي (الأهتمام المفرط أو المثير لتقدير الذات)، اي الإفراط في حب الذات، من خلال تضخيم الفرد من أهميته وقدراته ومهاراته.

كما أن النرجسية هي : تركيب سلوكي ونفسي معقد قد يصل الى حد المرض وفق تاكيد علماء النفس والسلوك.

والنرجسية أيضا تعني : حب النفس أو الأنانية، وهذا الحب المتفرد هو(اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين).

ووفقا لنظرية عالم النفس فرويد عن الشخصية النرجسية، يمكن اجمال تفردهابما يلي :

(بالغيرة من الآخرين، والعجرفة عليهم، وفرط الحساسية تجاه آرائهم، وعدم تقبلها، بالإضافة إلى السخرية منها،حيث يمتلك شعورا متضخما بأهميته، ويستحوذ عليه وهم النجاح والتألق) المبالغ به.

والملاحظ عن هذه الحالة السلوكية والنفسية هي سرعة إنتشارها وارتفاع مستوايتها خلال العقود الماضية بسبب تصعب الظروف والاضطرابات السلوكية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرضت لها المجتمعات المدنية في العالم، حيث يشير علماء النفس الاجتماعي وخبراء الصحة العقلية على أن النرجسية كمرض باتت أكثر إنتشارا ووضوحا الان في الحياة اليومية للمجتمعات المدنية في العالم كله.

ولان القيادة الادارية هي فن السلوك الشخصي، فقد ابرز الفكر الاداري نمطا قياديا أشيع إستعماله في ادارة منظمات الاعمال وهي القيادة النرجسية.

القيادة النرجسية Narcissistic leadership :

هي نمط اداري اساسه اهتمام القائد بنفسه اي ان (تتمركز الأولوية عند هذه الشخصيات حول أنفسها) ويكون ذلك بالضرورة على حساب المرؤوسين. ويمارس القائد النرجسي نشاطه الاداري والقيادي(بتعالي وفوقية، ولا يتردد بالعناد والاهتمام بالذات، والتمصلح من الوظيفة)، مركزا نشاطه على (الغطرسة والهيمنة والعدائية) لأغلب العاملين معه في المنظمة.

وتشير الدراسات الادارية والسلوكية أن القائد النرجسي يمارس مهمته وكأن قيادته الادارية استثنائية في ادارة المنظمة وله الفضل فيها رغم ان تلك الادارة تكون (مدفوعة بصفات من الغطرسة المتعنتة، والانشغال بالذات، والحاجة الشخصية الأنانية ، للحصول على النفوذ والإعجاب)، مما يسبب اختلال الادارة نتيجة الاهمال وتعطيل الأعمال (وضياع الوقت واتباع الروتين، واللامبالاة، والتغطرس).

وفي دراسات مهمة اكدت الى ان النرجسية عندما تصبح اساس سلوك القائد الاداري قد توصل المنظمة للنجاح المضطرد او ان تكون عليها أمرا مدمرا، وهي الحالة الاكثر شيوعا في تاريخ عمل منظمات الاعمال، حيث كانت سببا في انهيار الكثير من منظمات الاعمال في العالم مثل انهيار بنك (Lehman Brothers) حيث استعرضت احدى الدراسات العلمية

نرجسية المدير وإصراره (على البقاء في منصبه، وعدم تغيير سياسة البنك رغم أن مؤشرات انهيار البنك بدأت منذ 2005، إلا أنه رفض كل النصائح لتحسين أوضاع المؤسسة).

والمعروف عن القادة النرجسين إن (جاذبيتهم لا تقاوم، حيث ينبهر المرؤوسين بالطريقة التي يظهر بها هؤلاء وما يتمتعون به من جاذبية ، ولاسيما طريقة تحويلهم لبيئاتهم إلى ألعاب تنافسية يصبح فيها أتباعهم أكثر تركيزا على الذات، ما يؤدي إلى النرجسية التنظيمية).

ان القائد النرجسي يتسم بسمات هي:

  • حب الذات اي يحب نفسه أكثر.
  • استغلالي وغيور واناني ويحب مصلحته الشخصية.
  • يرى نفسه أجمل إنسان في العالم.

وقد ذكر مايكل ماكوبي أن "المحللين النفسيين" عادةً لا يقتربون بما فيه الكفاية من [القادة النرجسيين], بخاصة في أماكن عملهم، حتى يكتبوا عنهم".

النرجسية في المؤسسات :

تحدث النرجسية في المؤسسات عندما تحتل شخصية نرجسية ما منصبًا قياديًا (رئيسي تنفيذي) أو أن يكون الشخص عضوًا بفريق الإدارة العليا فيجمع هذا الشخص مزيجًا كافيًا من الأشخاص التبعيين حوله (أو حولها) لدعم سلوكه النرجسي. ويعلن النرجسيون ولاءهم للشركة التي ينتمون إليها، غير أنهم في حقيقة الأمر لا يلتزمون سوى بأجنداتهم الخاصة، وبالتالي تتخذ القرارات التنظيمية بناءً على مصالح النرجسيين الخاصة بدلًا من مصلحة المؤسسة ككل أو أصحاب المصلحة المتعددين أو المجتمع الذي تعمل المؤسسة على أرضه.

ونتيجة لما سبق، يمكن أن يقوم نوع معين من القادة أصحاب الشخصية الكاريزمية بإدارة شركة ناجحة ماليًا على مبادئ غير صحية تمامًا فقط لفترة من الوقت. ولكن... السباب والشتيمة تعود على صاحبها".

حيث يشير علماء النفس إلى أنه "تتمثل إحدى الوسائل التي يمكن اللجوء إليها للتمييز بين المؤسسة الجيدة بما فيه الكفاية وبين تلك المؤسسات التي تعاني من مشكلة في إدارتها في قدرة تلك المؤسسات على استبعاد الشخصيات النرجسية من المناصب الرئيسية".

كما ذكر لوبيت من بين المديرين النرجسيين المديرين النرجسيين المدمرين من حيث تأثير طويل المدى لذلك على المؤسسات

ومن هذه الصفات الشخصية للمدير النرجسي المدمر وترتبط به الصفات التالية :

  • من حيث الثقة بالنفس يتصف :
         التكلف.
  • من حيث الرغبة في الحصول على النفوذ والثروة والفوز بإعجاب الناس يتصف :
        تسعى للحصول على النفوذ بأي ثمن، كما أنها تفتقر إلى المحظورات الطبيعية في سعيها لتحقيق ذلك.
  • من حيث العلاقات يتصف :
      تقتصر مخاوفها على التعبير برد مناسب اجتماعيًا عندما يتناسب الموقف مع ذلك، تقلل من قيمة الآخرين وتستغلهم دون أي شعور بالندم
  • من حيث القدرة على اتباع مسار ثابت يتصف :
       تفتقر إلى القيم، تشعر بالملل بسهولة، غالبًا ما تغير مسار حياتها.
  • من حيث التأسيس يتصف :
      قضت فترة طفولة مؤلمة مع تقويض الشعور الحقيقي لتقدير الذات و/أو التعلم أنه/أنها ليست بحاجة لمراعاة شعور الآخرين.

فالمدير النرجسي وفقا للخبراء هو شخص توقف تطوره النفسي عند مرحلة الطفولة، والتي يدور فيها الكون حول رغباته الشخصية ويتابع الخبراء : "الشخص النرجسي هو طفل لم تحترم مشاعره، والصعوبة التي يواجهها في التعامل مع مشاعر مثل خيبة الأمل يفسرها الافتقار إلى الدعم العاطفي". كما يعاني الشخص النرجسي من اضطراب الشخصية الذي يتميز بنمط العظمة طويل الأمد والحاجة الماسة للإعجاب.

وتشير الدراسات الى أن اضطراب الشخصية النرجسية (بالإنجليزية: (Narcissistic personality disorder‏ هو اضطراب مزمن في مراحل الطفولة الأولى، وأنها تعويض مرضي على تلك المرحلة، كما أن هناك مصطلحًا كثير الانتشار ويرتبط بالأمر ذاته، وهو الغضب النرجسي، وهو أن هناك عوامل عديدة متعلقة بالتنشئة والطفولة يمكن أن تؤدي إلى هذا الاضطراب.

فشخصية المدير النرجسي مختلفة عن الشخصيات الأخرى للمدراء، فهو شخص غير اعتيادي ويفتقد الشعور الطبيعي بالأشياء والمواقف التي يمر بها وذلك لأن طريقة حزنه مختلفة ، كما إن الإساءة للآخرين جزء لا يتجزأ من العلاقة مع الشخص النرجسي وهي كل ما يعرفه والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحسن مزاجه.

علاقة النرجسي والانتقام :

  • هدف النرجسي هو التدمير حرفيا ، وخاصة اي شخص يعتقد أنه يهتم به.
  • إن الإساءة للآخرين جزء لا يتجزأ من العلاقة مع الشخص النرجسي و هي كل ما يعرفه والطريقة
  • هؤلاء أناس لا حياة عاطفية خاصة بهم.
  • ليس لديهم هويات منفصلة وبسبب هذا ، يسعون إلى سرقة هوية الأشخاص الآخرين.
  • لدى النرجسي صورة ذاتية مشوهة ومدمرة للغاية.
  • وعندما ينظر في المرآة يرى إنسانا شريرا لا يستحق العيش.
  • ولذلك فهو مستاء جدا من أي شخص ليس فظيعًا مثله.
  • فهو يحسد ذلك الشخص الآخر ويريد سرقة كل صفاته الجيدة منه.

قد يمكن لأي شخص ان يصبح هدفًا للنرجسي إذا امتلك أشياء يحسده النرجسي عليها ويمكن أن تكون هذه الأشياء أشياء مادية أو مواهب أو أصدقاء أو عائلة وسيسعى النرجسي للانتقام منه ولذلك ما هي طريقة انتقام الشخصية النرجسية، لا يمكن للنرجسي أن يرى الآخرين سعداء وسيعمل بجد لإتعاسهم، حتى لو كان الشخص الذي يدمره هو والده أو طفله أو شقيقه أو صديقه أو زوجه. سيخطط لإخفاء الحقيقة لدرجة أن الضحية لم يعد بإمكانها تذكر نفسها.

نقطة ضعف الشخصية النرجسية :

  • عدم تقبل ألا يكون الأفضل : كنرجسي قد تكون كارثة ألا يعطيه الأخرون الأهمية والمكانة.
  • لا يتقبل النقد : على العكس من الكثير من الشخصيات يبدو النرجسي حساسا للغاية من أقل كلمة تصفه بالضعف أو تقلل منه، وقد تبدو لك بعض الكلمات التي تؤرقه ويحملها على عاتقه لأيام لا تستدعي كل هذا، ولكنها تثير غضبه وقلقه إلى حد كبير.
  • لا يعترف بالشكر والامتنان لأحد : كما سبق أن ذكرنا لك من قبل أن جميع عيوب الشخصية النرجسية تبيع من هالة العظمة التي يضعها حول جسده وأمام ناظريه، لهذا هو لا يعترف لأحد بفضله عليه على الإطلاق لأنها توحي بالضعف وتنافي أفكار القوة والعظمة التي تدور دائما في ذهنه.
  • الخوف الشديد من الموت : على الرغم من أن الجميع قد تراوده أفكار الخوف من الموت والانتقال من الحياة، إلا أن الشخص النرجسي قد يبدو خائفا من الموت أضعاف الآخرين، لأن هذا ينافي إحساسه بالعظمة، فالأموال والعقارات التي تزيد شعوره بالنفوذ والقوة ستختفي في لمح البصر وسيصبح هو نفسه شيئا لا روح فيه مدفون في باطن الأرض، لهذا إن كنت خائفا من الموت مرة، فإنه يبدو خائفا من الموت ثلاث مرات.

النرجسيون لا يصلحون أن يكونوا قادة ولا مدراء، هم مغامرون بامتهان في العمل الاداري الذي قد يضمن نجاحا باهرا أو يؤدي بالمنظمة الى الانهيار والزوال، فالقادة النرجسيون في الأغلب سلوكهم إستبدادي مع أنانية مفرطة، علما (بأنهم يمتلكون “كاريزما” هائلة، وفي هذه الحالة يعاني المرؤوسين من الضيق والحيرة والضياع، بعد أن قدموا وعودا بالتزامات ليس بإمكانهم حلها، ويستصغرون المصاعب الجمة التي تلاحقهم، وبكل بساطة).

وما يدعو إلى السخرية ان القائد النرجسي يعرف جليا انه : (يمتلك شعور غامر بعدم أهليته، وهو يسعى يائسا إلى عدم إظهار ذلك مما يجعل التعامل مع هذا النوع من القادة الاداريين محفوف بالمخاطر بشكل مميز).

كما توجد(خرافة) ادارية مفادها أنك إذا أصغيت دوما إلى القادة النرجسيون (فإنهم سيقودونك لتصبح موضع الاهتمام، لكن عليك أن تحذر من وعودهم التي تبدو وكأنها لصالحك) كما يتوجب عليك أخذ الحيطة عندما تعمل معهم، فلا تتعلق بالنتائج كثيرا على الإطلاق.

وهذا التأكيد يجبرنا ان نقدم توصية ادارية للمرؤوسين في أي منظمة:

من كان منكم مع القائد النرجسي، فهو مندثر لا محال، ومن كان منكم معه على منصب فالنرجسي لا عهد له.

عن الكاتب

Dr: Mohammed.taher

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

المتواجدون الان

جميع الحقوق محفوظة

مدونة | الدكتور محمد طاهر صالح